اخترنا لككتب أدبية

كتاب الذين أحببناهم ولم – شهر زاد

كتاب الذين أحببناهم ولم – شهر زاد

ها قد عدت للطرقات القديمة
كما حدثني قلبي يوماً
أجرُّ في أقدامي الكثير من خيبات الوقت
ومن خيبات زمن لا يشبهني
وخيبات أحلام ذبلت بعد اخضرار
ها قد عدت كما تشهّى قلبي دوماً
أبحث عن نقنقة دجاج جارتنا المسنة
بعيداً عن نباح كلب جارنا الجديد
أبحث عن دفء أحاديث الجارات
في طرقات الحارات
بعيداً عن ثرثرة السياسة في صفحات التواصل الاجتماعي
تلك الصفحات الباردة كالمدن الكبرى
كالغرف مكشوفة السقف
كالطرقات المرعبة في المساء
كالحكايات المخيفة قبل النوم

من الكتاب
يحدث احيانا
ان تصاب بالاكتئاب
فتشعر بتفاهة الاحداث حولك
وتزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك
وتفقد الاشياء قيمتها واهميتها لديك
ويخيل اليك ان الحياة توقفت عن النبض
وتتساوى لديك الامكنة والاوقات
وتبقى وحيدا وتبقى بعيدا
لاشيء معك سوى احساسك المقيت
وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك
وقد تبقى في دائرة الاكتئاب فترة طويلة
وقد تشرق شمس الامل فجأة
فتشرق معها قابليتك للحياة من جديد.

عند مغادرة البيوت العتيقة نأخذ معنا كلَّ الاشياء الا

الامكنة فحقائبنا لا تتسع للجدران ولا للامكنة)

انا هنا حيث كنت منذ سنوات
واعلم ان السنوات لم تعد هنا
واعلم ان الرواية قد انتهت
وان النقطة الاخيرة في السطر الاخير قد وضعتها الايام منذ زمن
واعلم ان رفاقي خلعوا اجنحة احلامهم وغادروا سيرا على الاقدام
واعلم ان يد الوقت مسحت كتابات قلمي وملامح رسوماتي واثار عبثي فوق جدران جيراني
واعلم ان كبار جيراني غادروا الحياة وان صغارهم غادروا الامكنة
واعلم اني حين غادرت ذات مساء كنت مسرعةجدا ..

كرياح عاتية او كعاشقة تركض باتجاه موعدها الاخير ..
فنسيت اغلاق الشبابيك واحكام اقفال الابواب خلفي!
وربما تعمدتها فابقيت المنافذ مفتوحه لاني خشيت ان يطول غيابي
فتموت كلمة السر في ذاكرتي ..

كتاب الذين أحببناهم ولم - شهر زاد

تحميل الرواية: من هنا

قراءة مباشرة: من هنا

المناقشة أو طلب رواية: من هنا

Save

زر الذهاب إلى الأعلى